خلق الله لنا اللغة لنستخدمها في التواصل بيننا، وتطورت كما يتطور كل شيء حولنا، إذ لم تعد قاصرة على التواصل المحدود، بل امتدت لتشمل مشاعر المتكلم وأفكاره وشخصيته. لذلك يجب علينا اختيار ما نقوله بعناية حتى لا نعطي انطباعًا سلبيا عنا وعن شخصيتنا.
من أجل ذلك كتبت هذا المقال وهو يتحدث عن مجموعة من العبارات الشائعة التي تدل إذا ما استخدمناها على ضعف شخصيتنا. وهذه العبارات هي:
![]() |
عبارات تدمر شخصيتك أمام الجميع |
- "أنا آسف، لكنني لا أعرف"
من أشهر العبارات الشائعة والمنتشرة خصوصا في أماكن العمل التي من المفترض أن نكون فيها على دراية بكل شيء يخص عملنا، ثم يأتي المدير ويسألنا عن شيء ما فنرد "أنا آسف، لكنني لا أعرف" ونظن أننا بذلك سنفلت من التوبيخ طالما أننا اعترفنا بالتقصير، وننسى أن المدير غير الأم فالأم تغفر لابنها طالما اعترف بفعلته لكن المدير سيضعنا في البلاك لست وربما سرحنا من الوظيفة. من الممكن أن نستخدم عبارة "سأحاول أن أفعل ذلك" أو "سأبذل قصارى جهدي".
- "لا يمكنني فعل ذلك"
هذه العبارة تدل على الخوف من خوض التجارب، أو الاستسلام بالقدرات المتاحة. فبدلا من تطوير هذه القدرات عن طريق المحاولة والتجريب نركن للسلامة ونقر بأننا لا نستطيع فعل ذلك مع العلم أننا لو خضنا التجربة ربما أنجزناها بأكثر مما كنا نعتقد أننا سنفشل فيها. من الممكن أن نستخدم عبارة "لست متأكدا من فعل ذلك ولكنني سأحاول".
- "لا أعتقد أنني جيد بما يكفي"
بهذه المقولة نحن نحكم على أنفسنا بأننا فاشلون كما أننا نهين ذواتنا ولا نقدرها حق قدرها، وتدل أيضا على أننا نحسب حساب الآخرين ونخشى رفضهم فنعترف من البداية بأننا لسنا مؤهلين أو لسنا جيدين لمثل هذا الأمر. من الممكن أن نستخدم عبارة" سأبذل قصارى جهدي لأكون أفضل"
- "أنا لست متأكدًا مما أريد"
من العبارات الشنيعة التي نستخدمها ليل نهار، دون أن نعي أنها تجعلنا مثل الطفل الصغير الذي يبكي من أجل شيء ما يريده و إذا منحته إياه يبكي أيضا لأنه من البداية لم يكن متأكدا من أنه كان يريد هذا الشيء. هذه العبارة تدل على عدم النضج والتردد في اتخاذ القرار. من الممكن استخدام عبارة " سأفكر في الأمر وأعود إليك".
- "أنا لست جيدًا في التواصل"
"كُثر هم الذين يعترفون بأنهم لا يجيدون التواصل مع الناس فتجد أحدهم يقول مثلا في معرض الحديث أنا آسف لا أجيد التواصل أو التعبير عن افكاري. لا يوجد إنسان كامل وكل منا لديه عيوبه ولكن فلنحاول بقدر الإمكان أن نخفي تلك العيوب عن الناس لأنهم ليسوا سواء ومنهم من يريد أن يستغل نقاط صعفنا لصالحه. من الممكن استخدام عبارة " سأحاول أن أكون أكثر وضوحا"
- "أنا لست متأكدًا من كيفية القيام بذلك"
من العبارات التي تدل على جهلنا بل والأدهى من ذلك أنها تدل على استسلامنا بالجهل بهذا الشيء. إنها تعطي انطباعًا إذا ما رددنا هذه العبارة بأننا نجهل كل شيء ولا نجيد التعامل مع أي شيء. لذلك فهذه المقولة يجب أن نضعها في سلة العبارات التي نريد أن نتخلص منها. من الممكن أن نستخدم عبارة " سأحاول أن أتعلم كيفية القيام بذلك"
- "أنا لست واثقًا من نفسي"
آه رأسي من تلك العبارة، إنها تنسف شخصيتنا وتجعلنا في نصف هدومنا. ففي الوقت الذي يسعى فيه الناس لتقوية شخصيتهم وتعزيزها عن طريق التعلم والخوض في مسائل تطوير الذات يأتي أحدهم ليعلنها صراحة "انا لست واثقا من نفسي"، هذه العبارة آخر ما يريد أن يسمعه مديرك في العمل أو أحد من أفراد أسرتك. من الممكن أن نستخدم عبارة " سأحاول أن أكون أكثر ثقة بنفسي"
بالطبع، ليس من الضروري أن تكون هذه العبارات دليلًا على ضعف الشخصية، ولكن من المهم أن نكون على دراية بها حتى لا نعطي انطباعًا سلبيًا عن أنفسنا.
وإليك بعض النصائح لتجنب استخدام هذه العبارات:
- كن واثقًا من نفسك
الثقة بالنفس ليست في مشيتك أو كلامك، الثقة بالنفس هي قدرتك على الصمود في أصعب اللحظات. لذلك تعلم أن تكون واثقا من نفسك حتى تستطيع المقاومة أمام أمواج الحياة.
- كن إيجابيًا
- كن مستعدًا للتعلم
التعلم هو مفتاح النمو والتطور مثل البذرة التي تحتاج إلى ماء فالشخصية مثل هذه البذرة والماء هو ما تكتسبه في حياتك من مهارات وتعلم انفتاح.
- كن صادقًا مع نفسك
الصدق منجاة كما يقولون في الأثر، لذلك يجب أن تكون صادقا مع نفسك لتعيش حياة قوامها الاتساق والهدوء والسكينة حتى تستطيع التركيز على أهدافك في الحياة.
خاتمة
ملكة التحدث إلى الناس والتأثير فيهم ليست للجميع بل هي للذين يتقنون فن التأثير على الناس من خلال الحضور واستخدام لغة الجسد وانتقاء العبارات التي يتفوهون بها. لذلك فلنحاول أن ننمي هذه الملكة حتى نستطيع أن نطور شخصيتنا من خلال أهم أداة منحنا الله إياها وهي اللغة.
تعليقات
إرسال تعليق