لماذا أصبح الرجال صعفاء

في خضم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، برزت ظواهر يحاول المجتمع التغاضي عنها منها ضعف الكثير من الرجال، فما هي الأسباب التي يمكن أن تكون عاملا في هذا الضعف؟ وهل من علاج لوأد هذه الظاهرة في مهدها قبل أن تستفحل؟. 

لماذا أصبح الرجال ضعفاء

أسباب محتملة لضعف الرجال

• التغيرات في أدوار الجنسين: ارتفاع نسبة مشاركة النساء للرجال في سوق العمل أدت إلى تقاسم من نوع جديد في الأدوار؛ ففي زمن كان دور المرأة يقتصر على خدمة أهل بيتها كان الرجل هو المعيل لأسرته ومن ثم فهو الآمر الناهي. أما اليوم، فنزول المرأة للعمل أعطاها قوة واستقلالا ماليا سمح لها بالتمرد على دورها الكلاسيكي ليس ذلك فحسب بل ومحاولة زعزعة هيبة الرجل داخل بيته عبر مطالبته أن يشاركها الفروض المنزلية. 
• الضغوطات النفسية: في ظل الأزمات الاقتصادية يقع الرجل تحت طائلة الضغوط النفسية بسبب كثرة الأعمال والانشغالات فيرفع يده عن تربية أولاده معلنا اكتفاءه بما يلاقيه خارج المنزل، فتصبح الزوجة هي الآمر والناهي ومن ثم ينظر الأولاد لوالدهم نظرة الشخص الضعيف وإن كانو لا يصرحون بذلك مباشرة. 
• التغيرات الهرمونية: أكدت بعض الدراسات أن ضعف الرجل قد يرجع سببه لانخفاض نسبة التوستيرون. 
• الإدمان على الإنترنت والألعاب الإلكترونية: لم تعد الألعاب التكنولوجية قاصرة على الأطفال بل إن الأطفال يشتكون من مزاحمة الكبار لهم في ما يخص البلايستيشن. البلايستيشن ليس للرجال. 
• غياب القدوة: سبب من أسباب ضعف الرجل هو غياب القدوة في الصغر التي يستلهم منها قوة الشخصية وكيفية التصرف مثل الرجال الأشداء

تأثيرات ضعف الرجال على المجتمع:

• تفكك الأسر: مما لا شك فيه أن رعاية الأسرة تستوجب شخصية قوية وتتمتع بحكمة بحيث يلجأ إليها كافة أفراد الأسرة ومن ثم فإن ضعف شخصية الرجل وبال على آسرته وينذر بانهيارها.
• ازدياد العنف: عندما تنعدم الحيل عند الرجل الضعيف قد يلجأ للعنف كحل أخير كأن يضرب زوجته أو أولاده.
• انتشار الفساد: ضعف الوازع الديني أساس يرتكز عليه ضعف الرجل بشكل عام، لذلك فالانهبار الأخلاقي وانتشار الفساد سببه ضعف الوازع الديني والأخلاقي.

حلول لمعالجة ضعف الرجال:

• تغيير النظرة التقليدية للرجولة: الاهتمام بالصحة الجسدية مهم لتقوية الشخصية لكن يجب معها الاهتمام بالصحة النفسية والذكاء العاطفي حتى يستطع الرجل التفاعل مع الأمور بحنكة وحكمة  .
• دعم مشاركة الرجل في رعاية الأسرة: يجب أن تنبع مشاركة الرجل للمرأة داخل المنزل انطلاقا من دوره الريادي كرجل وليس لأن زوجته تشاركه في الإنفاق، لذلك من المهم للرجل أن ينوع من مصادر دخله ويسعى للاستقلال المالي بحيث لا يحتاج لزوجته ماديا. 
• التركيز على التربية الأخلاقية: يجب غرس القيم داخل الأولاد حتى نجد في المستقبل جيلا تربى على الوازع الديني والأخلاقي ويعرف حدوده كرجل ويجيد التعامل مع المتغيرات المجتمعية مستعينا بتربيته الحسنة.
• توفير الدعم النفسي: يجب أن تعلم المرأة أن كثرة الضغوطات على الرجل تنذر بكارثة تهدد الأسرة لذلك يجب أن تهتم بالصحة النفسية لشريكها عن طريق دعمه وعدم إثقال كاهله بمزيد من الأعباء الشكلية .
• ممارسة الرياضة بانتظام: القوام الرجولي يجب الاهتمام به عن طريق ممارسة الرياضة والاهتمام بنظام غذائي سليم.

خاتمة:

وبرغم أنف المقال وكاتبه يستطيع الرجل بسهولة أن ينزل المنزلة التي يستحقها عبر استعادة وعيه بذاته ومعرفة حجم قدراته. إن المرأة حتى وإن بلغت أعلى شأن في الإستقلال تحب أن ترى أنها محاطة ومحل عناية أحدهم. ويجب أن يعلم الرجل أن المجتمع في حاجة لدوره الريادي وأن يتحمل مسؤلياته ويقوم بالتزاماته على أكمل وجه. 

ملاحظة:

هذه المقالة هي مجرد وجهة نظر قابلة للنقاش.