للأسف الشديد استغلال الرجل للمرأة أمر شائع في العالم وفي مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص، نظرا لعوامل كثيرة منها نظرة الرجل للمرأة في الأساس: بأنها كائن ضعيف يمكن استغلاله لتحقيق استفادة مالية أو تدمير صحته النفسية الذهنية.
إن حماية المرأة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحتها النفسية والذهنية، باعتبارها عمود من أعمدة المجتمع، لذلك أحببت أن أشارككم هذا المقال للتحدث عن علامات استغلال الرجل للمرأة؛ كمساهمة بسيطة من المدونة تساعد المرأة في الكشف عما إذا كانت واقعة تحت أي صورة من صور الإستغلال.
![]() |
استغلال الرجل للمرأة |
- السيطرة والتلاعب
هناك نوع من الرجال يعمد إلى سيطرة كاملة على المرأة عن طريق:
- التحكم في مواردها المالية.
- تقييد شبكة علاقتها الإجتماعية.
- نزع الإختيارية، واتخاذ القرار بدلا منها.
من خلال هذه الطرق يضع الرجل المرأة تحت سلطة مطلقة له، مستغلا ضعفها وأنها تعيش معه تحت سقف بيت واحد.
- الإستغلال الإقتصادي
علامة أخرى وهي استغلال الرجل للمرأة ماديا عن طريق:
- الحد من حصولها على المال.
- رفض الإنفاق على الأسرة تاركة لها تدبير الأمور المالية فلو كانت عاملة تنفق دخلها كله على سد احتياجات البيت أو تذهب للإستلاف من والديها.
- التحكم في مواردها فعند دخولها المنزل براتبها الشهري يسرع للحصول عليه.
- الإساءة العاطفية
سلاح آخر يعتمد عليه الرجل في استغلال المرأة هو الإساءة العاطفية، فالرجل المستغل لا يظهر عواطف طيبة إلا في حالة سعيه إلى الحصول على منفعة منها، أما في غير ذلك فهو دائما يسعى للإساءة العاطفية عن طريق:
- إذلالها والتحقير من شأنها
- تخويفها وتهديدها بحرمانها من أطفالها
- زعزعة ثقتها بنفسها
- الإستغلال الجنسي
مما لا شك فيه أن الإستغلال الجنسي من الأمور الشائعة عند الرجال المستغل فهو دائما:
- يمارس معها الجنس عن غير رضاها
- يطلب منها أمور محرمة أثناء الممارسة.
- في حالة الرفض يعمد لضربها وإهانتها.
- استغلال نقاط الضعف عندها مثل التهديد بالزواج من أخرى.
- اقرأ أيضا
- كيف أتعامل مع بيئة العمل السامة
- التقسيم غير العادل في العمل
علامة أخرى من علامات الإستغلال تتعرض له المرأة يوميا في العمل ألا وهو التقسيم غير العادل للمهام، فدائما ما تلقى على المرأة مهام إضافية مستغلين بذلك كونها أنثى.
وعلي المقابل تتعرض المرأة لتقسيم غير عادل في منزلها عن طريق
- تكليفها بكل شؤن المنزل
- رعاية الأطفال
- الإنفاق على البيت بل وعلى الرجل أيضا
- العزلة الإجتماعية
يعمد الرجل المستغل إلى إبعاد المرأة عن علاقاتها التي قد تستمد منها القوة أو النصح مثل:
- الأهل
- الأصدقاء
- التلاعب بالثقة والولاء
الرجل المستغل يعمد للعب بثقة المرأة وولائها لفرض أمور ضارة ماديا ومعنويا بالمرأة، فهو دائما ينزع الثقة من المرأة ليصبح هو مصدر الثقة الوحيد الذي من دونه لن تستطيع المرأة تصريف أمورها. ثانيا يستخدم الرجل ثقة المرأة فيه وولائها له بأن يستغلها ماليا أو يقطع علاقاتها بالآخرين مدعيا بذلك أنه حريص على أن تبقى علاقاتهما قوية ومتينة.
الإفتقار للإحترام المتبادل
يعمد الرجل المستغل دائما إلى إهانة المرأة عن طريق
- عدم احترام خصوصياتها
- عدم إحترام رغباتها
- تجاهل إرادتها
- عدم إحترام آرائها
- إهانتها باستمرار
هذه النظرة الدونية تفقد المرأة ثقتها بنفسها وتجعلها شخصا مهانا.
- التجريد من الإنسانية
ينظر الرجل المستغل للمرأة باعتبارها من الدرجة الثانية في سلم الآدمية، وأنهن خلقن لمتعة الرجل، وليس لهم الحق في أي شيء سوى ممارسة الجنس في الوقت الذي يحدده الرجل. يتجاهل الرجل المستغل أن الله سبحانه َتعالي لم يفرق بين الرجل والمرأة، فهما شركاء في الثواب والعقاب. هذا التجريد والتشيئ (تحويل المرأة لمجرد شيء) يجعل من المرأة كائنا سلبيا ليست له حقوق.
- نظرة المجتمع الدونية
عوامل الإستغلال السابقة من الرجل للمرأة تساندها نظرة مجتمعية دونية فمن خلال:
- تربية الفتاة في أسرة تفضل الولد (الذكر) عليها
- الثقافة المجتمعية التي تنظر للمرأة على أنها قاصرة ومن الدرجة الثانية
- النظرة المؤسساتية التي تحرم المرأة في القوانين من حقوقها
خاتمة
استغلال الرجل للمرأة أمرٌ في غاية الخطورة، والحفاظ على صحة المرأة النفسية والذهنية والجسدية أمر ضروري؛ لكي تستطيع أن تكون كائنا مفيدا لنفسها ومجتمعها وأطفالها. لذلك من المهم الحفاظ عليها من صور الإستغلال وتقديم يد المساعدة في الأوقات المناسبة. من خلال المشاركة المجتمعية نستطيع منع الرجل من إستغلال المرأة.
ملحوظة
الرجل هنا ليس معناه كل الرجال.
تعليقات
إرسال تعليق