كيفية علاج إدمان الأفلام الإباحية

تعتبر المواد الإباحية المنتشرة على الإنترنت مرضا من أمراض العصر. بل هي أخطر مرض أنجبته الرأسمالية الباحثة عن المال، مستغلة دعاوي باطنها الحرية وظاهرها الإنحلال. ولقد حان الوقت لإدخال خطة التعافي من إدمان الإباحية حيز التنفيذ، مستعينين بالخوف من الله ومتسلحين بعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا التي تربينا عليها. لذلك يجب أن نأخذ خطوات جادة نحو القضاء على هذا المرض فاقرأ المقال واصطبر عليه.

إدمان الإباحية
إدمان الإباحية

  • الاعتراف بالمشكلة

يجب أولا - وخطابي هنا موجه للمدمن على هذه المواد - أن تعترف بأنك سجين هذا الداء وأن الوقت قد حان كي تفك أسرك وتتحرر منه؛ لتنعم بحياة أساسها الأخلاق الحميدة وفروعها العمل والإنتاج والنفع المتبادل بينك وبين بيئتك. علاج آثار إدمان الإباحية تبدأ بالاعتراف بها وتحديد مواطن الضعف عندك ونقاط القوة عندها. 

  • كم يستغرق من الوقت لخروج المواد الإباحية من المخ؟ 

المطلوب منك هو أن تقلع فورا عن هذه المواد ولكن إن تعذر عليك ذلك فحاول أن تقلل من هذه المواد تدريجيا. 

  • أطلب المساعدة

لا تقف في وجه هذا العدو بمفردك، تستطيع أن تسأل المخلصين والمحبين لك المساعدة والدعم. مهمتهم ستتلخص في مراقبتك وأنت تسير نحو أهدافك بانتظام، وتقديم المشورة والنصح لك. كما يمكنك الاشتراك في المنتديات الموثوقة على الإنترنت، ستجد عندهم طرقا وحلولا للإقلاع عن هذا الإدمان. المهم أن لا تقف وحدك؛ لأن هذا النوع من الأمراض بارع في المواجهات المنفردة. 

  • فهم المحفزات

يجب أن تتخلص من هذا الداء من جذوره. وجذور هذه المشكلة تبدأ داخلك، في فهم المحفزات التي تحثك على فتح الكمبيوتر ومشاهدة هذه المواد. وهذه المحفزات تنشط عندما تجلس بمفردك، فإذا استثارتك  حاول أن تكبتها بعدم الجلوس بمفردك في الغرفة. أخرج لأصدقائك أو اجلس مع أفراد أسرتك ولا تدخل الغرفة إلا إذا غلبك النوم. 

  • هل يمكن حجب المواقع الإباحية نهائيا؟ 

المتصفحات المشهورة مثل جوجل كروم وغيرها من المتصفحات تحتوي على خيارات منع وصول هذه المواد إليك، يجب أن تفعل هذه الخيارات. تنفيذها سهل وبسيط في خانة الإعدادت. كما أن أغلب منصات التواصل الاجتماعي تتيح لك حظر الصور أو الفيديوهات التي تحتوي على عري، وهذا الحظر مهم لإبعاد المحفزات عنك. 

  • تعويض الوقت

من المهم أن تملأ الوقت الذي كنت تشاهد فيه هذه المواد بما يفيدك وينفعك. ابحث داخلك عن شغفك، فإذا كنت تحب القراءة اقرأ وإذا كنت تحب الكتابة اكتب. كما أنك تستطيع تعلم مهارة جديدة أو لغة. إن شغفك لشيء ما مفيد ونافع كفيل بإلهاءك وإبعادك عن هذه المواد. 

  • الاستعانة بالخبراء

في الحالات المتدهورة سيكون من المهم أن تستعين بخبير في فهم ومعالجة السلوكيات المنحرفة. و إذا لزم الأمر أن تذهب إلى طبيب نفسي فلا تترد. المهم أن تبلغ الأهداف التي وضعتها عندما قررت التوقف عن إدمان هذه المواد. إن الطرق المنهجية ستكون مفيدة لك وستساعدك في مهمتك لما تتمتع به هذه الطرق من فهم و إدراك  لهذه السلوكيات الخاطئة واستئصالها. 

  • احذر سلوكياتك

إن علاقتك بالآخرين دعامة أساسية لمجابهة هذه المشكلة والتخلص منها. يجب أن تتحلى بمكارم الأخلاق، وأن لا تصاحب إلا المهذبين، وكما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المرء على دين خليله. إن التحلي بمكارم الأخلاق والابتعاد عن السلوكيات المعوجّة من الأسلحة الدفاعية غير المباشرة في الثبات على أهدافك ومحاولة بلوغها. 

  • كن رحيما بنفسك

لا تقسو على نفسك فالنفس أمارة بالسوء وفي حديث قدسي يقول الله (عز وجل) مقسما بعزته وجلاله أننا إن لم نخطيء ونستغفر سيقتلعنا من الوجود ويأتي بقوم آخرين يخطئون ويستغفرونه. لذلك الوقوع في هذه المحن أمر طبيعي، لكن من غير الطبيعي أن نستسلم لها لنجد أنفسنا وقد بلغنا الكبر ولم نعد شبابا ومازلنا نشاهد هذه المواد. 

  • احتفل بالإنجازات

انظر للاعب كرة القدم عندما يحرز هدفا، ستجده يقطع الملعب طولا وعرضا احتفالا بالهدف مع أن المباراة لم تنتهي بعد. كن مثل هذا اللاعب احتفل بإنجازاتك. فكلما شعرت بأنك قطعت مدة لم تشاهد فيها هذه الأفلام احتفل. 

خاتمة

القضاء على هذا العدو المتمثل في إدمان الإباحية يتطلب منك فهم لمشكلتك وعزيمة لحلها ووقتا لبلوغ أهدافك، وتطويرا لنفسك. لا تقف وحدك في المواجهة استعن بصديق لك أو أخا، اطلب مساعدة الخبراء، تحلى بمكارم الأخلاق، اقترب من الله. كلها وسائل كفيلة مجتمعة أن تشفيك من هذا المرض.

تعليقات