لا يمكن إغفال دور الأمراض النفسية وقدرتها على إغراقنا في بحر من الإكتئاب والتوتر المستمر. لذا وجب التنويه على مرض نفسي شائع، ومع ذلك تجد الناس ليست على دراية كافية بهذا المرض وبخطورته على التأثير على مسار حياتنا المستقيم وتحويله إلى متاهة لا يمكن الخروج منها.
![]() |
العجز المكتسب |
- تعريف العجز النفسي المكتسب:
عرف عالم النفس الشهير مارتن سليجمان العجز النفسي المكتسب بأنه حالة يصبح معها الفرد عاجزا عن الإمساك بخيوط الأحداث من حوله وذلك لاقتناعه بعدم قدرته على التحكم في هذه الأحداث فيصير مفعولا به لا فاعلا مما يؤدي إلى شعوره بالعجز واللامبالاة.
- أعراض العجز النفسي المكتسب
وتُظهر أعراضه نفسها على هيئة:
- فقدان الدافعية: لا يبادر الفرد بأي رد فعل ويصبح مستسلما للأحداث من حوله دون أن يعطيها أي اهتمام.
- اليأس والإحباط: يعتقد الفرد في هذه الحالة أن لا جدوى من التغيير لأن الواقع من المستحيل أن يتحسن.
- اللامبالاة: يصاب الفرد بحالة من البرود فلا تستثار مشاعره تجاه أي حادث من حوادث الحياة المؤلمة حتى الأشياء التي كانت تُشعل جذوة مشاعره في الماضي لا يبالي بها الآن.
- انخفاض احترام الذات: يصبح الإنسان عاجزا أمام نفسه مستسلما للسلبية مما يؤدي إلى الشعور بالقصور الذاتي وعدم احترامه لنفسه بل والاستهزاء منها.
- الاكتئاب والقلق: كل الأعراض السابقة ينتج عنها الاكتئاب والقلق واليأس والإحباط وغيرها من العلل النفسية.
- أسبابه:
تُعدّ العوامل التالية من أهم أسباب العجز المكتسب:
- التعرض المتكرر للضغوطات والأحداث السلبية: يكون العجز النفسي المكتسب بسبب التعرض المستمر للتنمر أو الفشل في الدراسة أو العمل أو الحياة الاجتماعية الخاصة.
- الشعور بعدم السيطرة: عندما يفقد الإنسان السيطرة على حياته وأحداثها يعتقد بأن لا معنى من التحكم فيها.
- تأثير العجز النفسي المكتسب على حياة الفرد:
يُلقي العجز المكتسب بظلاله على حياة الشخص، ويُؤثر على جميع جوانبها:
- ضعف الأداء: يصبح الفرد المصاب بالعجز النفسي المكتسب أقل إنتاجية وهذا الإنتاج القليل لا يتسم بأي أداء متميز بل هو إنتاج باهت أُرغم صاحبه على القيام به.
- تدهور العلاقات الاجتماعية: يُقابل الشخص المصاب بالعجز المكتسب بمشاكل اجتماعية متعددة بدءً من الأسرة إلى الزملاء وتنتهي بالأصدقاء والأقارب.
- الإصابة بالأمراض النفسية: الأمراض النفسية تنشأ عنها بالطبع نتائج كارثية على حياة الفرد، والعجز النفسي المكتسب ليس بمعزل عن ذلك إذ يؤدي للإصابة بالإكتئاب والقلق وفقدان الثقة في النفس.
- العلاج
لا يُعد العجز المكتسب حُكمًا مُبرمًا على حياة الشخص، بل هو ظاهرة قابلة للعلاج.
العلاج النفسي: من المهم أن يبدأ الفرد في العلاج النفسي حتى يحدد ما هي العقبات التي تقف في طريقه ويفهم مشاعره التي تدفعه للعجز النفسي المكتسب ويقاومها.
العلاج المعرفي السلوكي: العلاج المعرفي السلوكي يعمل على تغيير السلوكيات التي تؤدي للعجز المكتسب بسلوكيات جديدة تتسم بالإيجابية والإقبال على الحياة.
الدعم الاجتماعي: يحب عند التعامل مع العجز النفسي المكتسب أن لا ننسى دعم الأسرة لأن دورها مهم وحيوي في احتضان فردها المصاب وإعادة الاهتمام به بعد التهميش والإقصاء.
- مُقاومة العجز النفسي المكتسب:
يُمكن للفرد اتّخاذ خطواتٍ وقائية لتجنب الوقوع في فخ العجز المكتسب، مثل:
- تغيير الأفكار السلبية: من المهم أن يعي الفرد أنه واقع في مشكلة ويجب عليه حلها والتعامل معها عن طريق تغيير سلوكياته ومفاهيمه التي تتحكم في تصرفاته وتعاطيه مع مجتمعه.
- تعلم مهارات التعامل مع الضغوطات: يجب البدء في ممارسة تقنيات التأمل والاسترخاء وضبط النفس من أجل تصفية الذهن وفهم ما يدور داخلها حتى نضع أيدينا على أصول المشكلة.
- طلب الدعم من العائلة والأصدقاء: أن يعود الفرد المصاب بالعجز النفسي المكتسب لحضن عائلته ليس أقل أهمية من دعمها له. يجب أن يعزز الفرد من انتماءه لأسرته.
- التطوع في الأعمال الخيرية: يجب أن يعود الفرد المصاب إلى مجتمعه عن طريق التفاعل معه مرة أخرى والمساهمة في تغيير حياة من حوله للأفضل عن طريق المساعدة وتقديم يد العون.
خاتمة:
العجز النفسي المكتسب يمكن علاجه إذا ما امتلك الفرد القدرة على فهم خطورة عدم اتخاذ خطوات جادة نحو التشافي. لذا يجب أن يبدأ الفرد في فهم طبيعة المتاهة التي يعيش فيها وتسبب له هذه الكوارث النفسية حتى يستطيع تحديد طريق الخروج منها.
تعليقات
إرسال تعليق