بين أيدينا كتاب مهم جدا من كتب المساعدة الذاتية لديل كارنيجي. الكتاب هو "دع القلق وابدأ الحياة". يقدم الكتاب نصائح مهمة حول كيفية العيش بسعادة ورضا بعيدا عن القلق والتوتر بشأن الماضي أو المستقبل والتركيز على اللحظة التي بين أيدينا. سأحاول تقديم ملخص يشرح استراتيجية كارنيجي والمفاهيم الأساسية التي بين دفتي الكتاب وهي كالآتي:
![]() |
دع القلق وابدأ الحياة |
- أهمية العيش في اللحظة الحالية
يركز كارنيجي على أهمية العيش في اللحظة الحالية لأن الماضي لا وجود له وأما المستقبل فليس مؤكدا. لذلك ليس أمامنا سوى يومنا الذي نعيشه لأنه حقيقي ومؤكد. إن التفكير في أخطاء الماضي ولوم النفس على ارتكابها أو التركيز على المستقبل والخوف منه والعمل على ضمانه يؤديان إلى نسيان يومنا وما يحمله لنا من إشراقة شمس جديدة وصحة جيدة وبهجة عند مقابلة من نحبهم ويحبوننا.
- مواجهة المخاوف
المخاوف من أكبر عوائق عيش حياة صحية قوامها الرضا التام؛ لأن المخاوف تؤرق الفكر وتنغص العيش. لذلك وجب مواجهة المخاوف تدريجيا واكتساب الثقة حتى نستطيع التغلب عليها. والمخاوف في العموم تنشأ من عدم القدرة على الإلمام بفهم موضوع معين من كافة جوانبه لذلك يجب الحصول على المعرفة واكتساب الخبرة وخوض التجارب الشخصية.
- التمييز بين ما هو تحت سيطرتنا وما ليس تحت سيطرتنا
من النقاط المهمة في الكتاب هو التركيز على ما فيه نفع لنا بدلا من التركيز على أشياء خارج سيطرتنا وفيها إهدار لوقتنا ومجهودنا. إن القلق بشأن العوامل التي لا يمكن السيطرة عليها أمر عقيم ويأتي بنتائج عكسية. أما التركيز على المجالات التي يمكننا أن نحدث فيها فرقا من شأنه أن يصقل خبراتنا في الحياة ويرفع من شأننا في السلم المهني والحياتي.
- تنمية العقلية الإيجابية
يطلب منا كارنيجي التخلص من الأفكار السلبية وإحاطة عقلنا بالأفكار الإيجابية والمؤثرات التحفيزية. حتى في مواجهة الشدائد من المهم الحفاظ على العقلية الإيجابية المتفائلة. يعتقد كارنيجي أن أفكارنا تشكل واقعنا، لذلك من المهم تغيير أفكارنا حتى نستطيع تغيير واقعنا للأحسن. هذه العقلية الإيجابية يمكننا تنميتها من خلال ممارسة تمارين الامتنان والافكار الإيجابية وإحاطة أنفسنا بالمؤثرات التحفيزية.
- قبول ما لا مفر منه
الحياة لا يمكن التنبؤ بها. ويجب الاعتراف بذلك حتى نكون على استعداد لأي مطبات لم نكن نحسب لها حسابا. كما أننا نحتاج أن ننمي عقلية التكيف التي تستطيع التعامل مع أي وضع تضطر إليه. القبول بالتغيير والنظر إليه كفرصة للنمو يمكّننا من التنقل بين مصاعب الحياة بسلاسة ورباطة جأش.
- الانفصال عن التأثيرات السلبية والعلاقات السامة
التأثيرات السلبية والعلاقات السامة قد تؤدي إلى تدهور الصحة الذهنية والنفسية لذلك وجب التخلص من أي شخص يؤثر على حياتنا بطريقة سلبية كما يحب التخلص من أي شيء يؤثر علينا سلبا ويهدد صحتنا الذهنية والنفسية. كما يجب أن نحيط أنفسنا بأناس داعمين لنا. فمن خلال إنشاء بيئة صحية خالية من التأثيرات السلبية والعلاقات السامة نستطيع خلق بيئة مواتية للنمو والتطور.
- أهمية الرعاية الذاتية
يجب من أجل بدء حياة جديدة أن نهتم بالرعاية الذاتية. فمن خلال دمج الأنشطة التي تجلب السعادة في روتيننا اليومي وتخصيص بعض الأوقات لقضائها مع العائلة والمحبين لنا، وممارسة الاسترخاء والتأمل نستطيع أن نشحن ذهننا وأجسادنا بطاقة إيجابية ومرونة تجعلنا نستطيع التعامل مع توترات الحياة وتقلباتها
- القوة التحويلية للتسامح
يجب أن لا نسمح بالضغينة والاستياء أن تتمكن منا وتجعلنا نحقد على الآخرين. التسامح ليس مفيدًا لصحتنا الذهنية فحسب بل أيضا مهم للنمو الشخصي ذلك لأن الضغينة تشغل حيزا كبيرا من تفكيرنا الذي يمكن توفيره في التركيز على أشياء تفيدنا في حياتنا. يجب علينا التخلص من الاستياء والمضي قدما وعدم الالتفات لسفاسف الأمور. عندما نقوم بدلك سنخفف الحمل عن كواهلنا فنمشي في دروب الحياة كما الفراشات.
خاتمة
ها هي أهم مرتكزات كتاب دع القلق وابدأ الحياة حاولت أن أقدمها لكم دون إفراط أو تفريط. أرجو أن تفيدنا وتعيننا على التكيف مع تقلبات الحياة. فمن خلال عيش اللحظة الحالية، ومواجهة المخاوف، والتركيز على ما هو تحت سيطرتنا، وتنمية العقلية الإيجابية، وقبول ما لا مفر منه، والانفصال عن التأثيرات السلبية والعلاقات السامة، والرعاية الذاتية، والتسامح نستطيع عيش حياة هانئة خالية من القلق والتوتر.
تعليقات
إرسال تعليق