معنا في هذا المقال واحد من أهم مؤلفات عالم النفس الشهير ومؤسسه سيجموند فرويد. يتناول الكتاب 28 محاضرة ألقاها العالم ما بين 1915 إلى 1917. تتناول المحاضرات نشأة التحليل النفسي وصولا إلى تقنيات العلاج وتطبيقاته. يقدم العالم في هذا الكتاب نظريته لعلم النفس وطريقة تطبيق هذه النظرية.
.jpg "كتاب مدخل إلى التحليل النفسي لسيجموند فرويد") |
| مدخل إلى التحليل النفسي لسيجموند فرويد |
فيما يلي بعض النقاط الأساسيّة التي يغطّيها الكتاب:
1. علم النفس اللاواعي:
يؤكد فرويد على أهمية العقل اللاوعي في تفسير سلوكيات البشر، فليس العقل الواعي وحده هو ما يحدد نفسية الإنسان بل العقل اللاوعي يلعب دورا حيويا في هذا الشأن حتى وإن كنا لا نشعر بتأثيره. يرى فرويد أن اللاوعي هو خزان الذكريات والأفكار والمشاعر التي لا يدركها العقل الواعي الذي يركز على اللحظة الحاضرة والمستقبلية.
2. الطاقة النفسية:
جزئية مهمة يتناولها العالم الشهير وهي الطاقة النفسية، ومصدرها الغريزة. الغريزة بدورها تنقسم لشقين: غريزة البقاء Eros وهي التي تدفعنا للتكاثر والتعلق بالحياة، أما الغريزة الأخرى فهي غريزة الموت Thanatos وهي ما تدفعنا إلى التدمير وإلحاق الأذى بالآخرين.
3. التطور النفسي:
في هذا الفصل يقدم فرويد نظرية حول التطور النفسي مقسما إياه إلى مراحل مختلفة، مثل الفموية والشرجية والقضيبية. يعتقد فرويد أن تجارب الإنسان في مرحلة الطفولة تلعب دورا أساسيًا في تشكيل شخصيته عند الكبر.
4. الديناميكية النفسية:
في هذا الفصل يؤكد فرويد على أن الديناميكية النفسية والتي تتكون من الهو والأنا والأنا العليا تتصارع فيما بينها. هذه الصراعات تحرك السلوك البشري.
5. آليات الدفاع النفسي:
يقدم فرويد شرحا وافيا لحماية أنفسنا من التوتر والإكتئاب والقلق. ويرى أن النفس من ضمن ممتلكات الإنسان التي تحتاج لعناية وحماية شأنها شأن أي شيء آخر يمتلكه الإنسان.
6. الأحلام:
من مخرجات اللاوعي الأحلام، فكل حلم يحلمه الإنسان يخرج من رحم اللاوعي. كما أن فرويد يرى أن كل حلم له تفسيره الخاص. لذلك من المهم معرفة ماضي الإنسان وحاضره كي نستطيع تفسير أحلامه.
7. الأمراض العصابية:
الأمراض العصبية التي تصيب الإنسان لها تفسير خاص عند فرويد إذ يرى أنها صراع بين الغرائز والرغبات والأخلاقيات. هذا الصراع إما أن تنتصر فيه الغرائز على الأخلاقيات فيصبح الإنسان أشبه بالحيوان أو تنتصر الأخلاقيات على الغرائز والرغبات فيسمو الإنسان بروحه فوق الغرائز، أو يظل في صراعه حتى تسوء حالته النفسية والعصبية.
8. العلاج النفسي:
يُقدّم فرويد شرحًا لتقنيات العلاج النفسي، مثل التحليل النفسي وتفسير الأحلام والترابط الحرّ، والترابط الحر هنا هو ترك المريض النفسي يسرد ذكرياته وأحلامه وأفكاره حتى وإن لم يجد المحلل النفسي أي رابط منطقي بينها.
9. تطبيقات التحليل النفسي:
يُشير فرويد إلى أنّ التحليل النفسي لا يُستخدم فقط لعلاج الأمراض العصابية، بل يمكن استخدامه أيضًا لفهم الفن والأدب والدين والمجتمع.
ملاحظات:
- يُمكنك العثور على ملخصات مُفصّلة لكلّ محاضرة من محاضرات الكتاب على الإنترنت.
- يُنصح بقراءة الكتاب الأصلي لفهم نظريّة فرويد بشكلٍ كامل.
- المصادر
- كتاب مدخل إلى التحليل النفسي لسيجموند فرويد
- كتاب "فرويد: مقدمة قصيرة" لآنتوني ستور
بالإضافة إلى النقاط الأساسيّة التي تمّ ذكرها، يُغطّي الكتاب العديد من المواضيع الأخرى، مثل:
- دور العائلة في التطور النفسي: يرى فرويد ان العائلة تلعب دورا رئيسيًا في تشكيل شخصية الإنسان. لذلك يجب على العائلة أن تلعب دورا إيجابيا لإخراج شخصية صالحة لنفسها ولمجتمعها.
- تأثير العلاقات الأبوية على الشخصية: مما لا شك فيه أن كل أم وكل أب يحلم بأن يكون ابنه من أحسن الناس. لكن قد يسلك بعض الآباء والأمهات طريقة خاطئة في تربية طفلهم قد تؤدي إلى تدمير نفسيته وإفقاده الثقة في نفسه.
- أهمّية الجنس: من أهم المحاور التي يستند عليها علم نفس فرويد هو الجنس لدرجة أنه يرى أنه المحرك الأساسي لكل تصرفات الإنسان.