منذ أقدم حضارة في تاريخ البشرية والحياة حافلة باكتشافات علمية دفع أصحابها ثمنا باهظا لينيروا بها ظلمات الجهل، ويدحضوا الخرافات التي لا تقوم على أساس علمي وصدقها الناس وآمنوا بها لا لأنهم مقتنعون بها ولكن هذا ما اقتنع وآمن به صاحب السلطان. والسلطان هنا قد يكون ملكا أو كاهنا هذا ما حدث في عصور أوروبا المظلمة وهذا ما حدث مع العالم جاليليو جاليلي.
![]() |
جاليليو جاليلي |
- نشأة جاليليو جاليلي
ولد في بيزا إيطاليا عام 1564 لشهر فبراير. من صغره وهو محب للعلم، واكتشافاته العلمية في مجال الفلك والفيزياء والرياضيات تشكل الأساس الذي بُني عليه العلم الحديث. آمن جاليليو بالنطرية الكوبرنيكية التي تتحدث عن مركزية الشمس بالنسبة للمجموعة الشمسية. وهو مخالفة صريحة للفهم السائد آنذاك برعاية الكنيسة التي تقول بمركزية الأرض.
- معاناة جاليليو جاليلي
بسبب هذه الآراء الصادمة للكنيسة الكاثوليكية التي كانت تتحكم في مقاليد الأمور الدينية والسياسية، واجه جاليليو معارضة شديدة وإدانة أدت إلى سجنه. أما بالنسبة لأفكار جاليليو فلم تهتم الكنيسة ما إذا كانت صحيحة أم خاطئة. المهم أن تحافظ على ولاء الناس للكنيسة. لذلك وجب القضاء على أية اكتشافات علمية تصطدم بالمعتقد الكنسي الراسخ.
- محاكمة جاليليو جاليلي
عام 1633 حوكم جاليليو على أفكاره من قبل محكاكم التفتيش وتحت الضغط والتعذيب اضطر جاليليو إلى التخلي عن أفكاره. لكن هذا التخلي لم يشفع له عند كهنة المحكمة فحكموا عليه بالإقامة الجبرية بقية حياته. خوفا على إيمان الناس من هرطقاته.
- تراث جاليليو جاليلي
هذه المعاناة التي تعرض لها هي سبب الانفتاح العلمي الذي تلى عصور الظلام الأوربية، إذ وجدت الكنيسة نفسها مرغمة على قبول هذه الآراء المعارضة لها بعد أن تبين لها صحتها، واستياء الناس من تصرفاتها التي أرغمتهم على أن يبقوا في الجهالة مادام وراءهم كهنة لا يأتيهم الباطل من بين يديهم ولا من خلفهم.
- جاليليو والأجيال
هناك عشرات الآلاف من الصفحات التي تتحدث عن جاليليو وتأثيره على العلم الذي كشف عنه الغطاء وعلى والكنيسة التي عرى جهلها وغشوميتها وبطشها بالمفكرين الذين الهمهم حرية الرأي والمعتقد فبحثوا ونظروا وألفوا الكتب التي مهدت لعصر التنوير الأوربي. ومازال جاليليو يلهم الأجيال وتشيد لأجله التماثيل ويرسم وجهه على اللوحات.
- اعتراف الكنيسة بجاليليو جاليلي
في السنوات الأخيرة أقر البابا يوحنا بولس الثاني بأن محاكمة جاليليو كانت ظالمة وأن الرجل كان على حق في اطروحاته بينما الكنيسة كانت على باطل. هذا الاعتراف بمثابة مراجعة من الكنيسة لمواقفها المتعنتة في وجه العلم ورجاله. لم يكن جاليليو في حاجة إلى الاعتذار ولكن الكنيسة هي التي كانت في أمس الحاجة للتكفير عن خطاياها.
- جاليليو والعلم الحديث
لقد ساهم جاليليو في فهمنا للكون بشكل كبير واكتشافاته العلمية جزء لا يتجزأ من تطوير تقنيات مثل الاتصال عبر الأقمار الصناعية و استكشاف الفضاء وضبط الوقت.
علماء أشادوا بإسهامات جاليليو جاليلي
- يوهانس كيبلر
أعرب يوهانس كيبلر العالم الألماني الشهير عن تقديره لملاحظات جاليليو جاليلي، مشيرا إلى دقة الملاحظات واعتبرها ذات أهمية في مجال تطور علم الفلك.
- إسحاق نيوتن
تحدث السير إسحاق نيوتن عن جاليليو جاليلي بتقدير بالغ معتبرا أن قوانين الحركة الثلاثة وقانون الجاذبية العالمية التي قدمها مستوحاة من ملاحظات جاليليو جاليلي.
- رينيه ديكارت
أشاد رينيه ديكارت الفيلسوف وعالم الرياضيات الشهير بأعمال جاليليو جاليلي خصوصا في مجال البحث التجريبي. بل إن ديكارت أكد ان جاليليو مؤسس العلم التجريبي في العصر الحديث.
- ألبرت إينشتاين
أما العالم الشهير المعروف بنظريته النسبية، ألبرت أينشتاين فأعجب بكفاح جاليليو جاليلي ضد الكنيسة واعتبره من أكثر العلماء دفاعا عن الحقيقة.
- كارل ساجان
العالم الأمريكي اعترف بجاليليو جاليلي كشخصية رئيسية في تطور العلوم. كما أعجب بصياغته للمنهج العلمي والاستدلال المبنى على الأدلة. لقد مهد جاليليو للتقدم العلمي للأجيال التي جاءت من بعده
- ديجراس تايسون
عالم الفلك الأمريكي اشاد بالثورة الكوبرنيكية التي بعثها جاليليو من بين ركام النسيان، واعتبر تحديه المعتقد الكنسي في ذلك الوقت مغامرة ورهان على حياته من أجل إبراز الحقيقة.
في الختام
مدونة سعيد إبراهيم تحاول أن تقدم عبر نافذتها شخصيات خالدة أثرت في التاريخ الإنساني من أجل إلهام الجيل الحالي وبعثه من ركام الإحباط واليأس. لقد واجه جاليليو جاليلي صراعات داخلية تنبعث من ذاته وصراعات خارجية من الكنيسة والمتشددين لكنه ثابر عليها وامتلك المرونة للتكيف معها طالما أن العالم من بعده سيعترف بفضله وفضل نظرياته على التقنيات الحديثة.
تعليقات
إرسال تعليق