لطالما كانت أوبرا وينفري محط اهتمام الكثيرين خصوصا النساء اللاواتي يحاولن تحطيم الأبواب التي تعيق نجاحهن بأكتافهن الضعيفة. نشأت أوبرا وينفري في ريف فقير في ولاية ميسيسيبي. لم يكن طريقها مفروشا بالورود بل بالأشواك التي أدمت روحها ومعنوياتها. ولكنها أصرت على السير برغم الصعوبات حتى وصلت لسلم المجد وارتاحت قدماها. فلنتعرف على أهم محطات هذه السيدة ودورها الريادي ليس في حقل الإعلام بل في حقول أخرى أيضا.
![]() |
أوبرا وبنفري |
- بداية المسيرة
منذ الصغر أظهرت أوبرا وينفري قدرة على التواصل مع الأخرين ونقل أعقد المشاعر التي تشغل بالها. بدأت الحياة المهنية أول ما بلغت السابعة عشر، حيث عملت كمذيعة أخبار في الإذاعة. سرعان ما لفتت انتباه العاملين في التلفزيون فاختطفوها، ومنحوها برنامجا حواريا تلفزيونيا في شيكاغو عام 1984، تغير اسم البرنامج لأوبرا وينفري. حقق البرنامج نجاحا جماهيريا كبيرا نظرا لقدرة أوبرا على الحوار والخوض في قضايا اجتماعية مثيرة للتفكير. منذ ذلك الوقت بدأ يلوح في الأفق نجما بل قطبا إعلاميا اسمه أوبرا وينفري.
- دورها كممثلة
وضعت أوبرا وينفري قدمها في مجال قد يبدو بعيدا عن الإعلام، لكن القاريء الجيد لما بين السطور سيكتشف أن هذا المجال قريب جدا من عملها كإعلامية. لأن قوام هذا المجال هو التعبير عن اختلاجات النفس، هذا المجال هو التمثيل. لم تترك هذا المجال دون أن تحقق نجاحات تبشر بأن هذه السيدة القادمة من الإعلام ستلتهم كعكة الجوائز المرموقة. لقد لعبت دورا لاقى استحسان النقاد في فيلم the color purple وفيلم beloved. تميزت هذه الأدوار بعمق الأداء. رشحت عن هذه الأدوار لجوائز رفيعة وأسست شركة إنتاج خاصة بها اسمها harpo productions.
- دفاعها عن القضايا المجتمعية
باعتبارها شخصية مؤثرة كان لهذه المرأة دورا قويا في قضايا مجتمعية مستخدمة في ذلك منبرها الإعلامي. لقد دافعت عن قضايا مجتمعية وأفردت لأجلها مناقشات جادة. أسست نادي الكتاب لمحو الأمية. لقد استخدمت منصتها للفت الانتباه نحو قضايا العنف المنزلي والتعليم والصحة، لقد أصبح مشاهدي برنامجها أكثر تفاعلا مع برنامجها وقضاياها.
- الإلتزام بالعمل الخيري
واحدة من أكبر إنجازات أوبرا وينفري هي التبرع باجزاء من ثروتها من أجل تحسين مجالات في غاية الحساسية مثل الصحة والتعليم. في عام 2007 افتتحت أكاديمية من أجل فتيات قائدات لتوفير بيئة محسنة من أجل تعليم فتيات فقيرات. لقد أكسبها هذا التفاني احترام وتقدير المجتمع والرأي العام الأمريكي.
- تحويل النكسات لفرص للنمو
أحد أهم أعمدة نجاح أوبرا وينفري هو تقديم النصح للجمهور من خلال كتبها أو حلقات البودكاست أو المقابلات. لقد تحدثت كثيرا عن صراعاتها النفسية والمعاناة من سوء المعاملة والتقلبات التي حصلت في وزنها. لقد ألهمت الكثيرين من خلال مشاركة تجاربها كي يواجهوا تحدياتهم وجها لوجه. لم تستسلم أوبرا وينفري لحقد البعض من نجاحها ومحاولة عرقلة نموها كما لم تستسلم للكليشهات التي تحكم على المرأة بأنها كائن فاشل.
- تأثيرها في مجال صناعة الأزياء
"افسحوا لي الطريق". لم تكتفي أوبرا وينفري بمجال الإعلام وما حققته فيه ولم تكتفي بأدوارها المؤثرة في أفلام سينمائية، بل ذهبت لما هو أبعد من ذلك، لقد ذهبت لمجال الأزياء والموضة. يعتبر كتاب "ارتدى أفضل ما لديك" الذي ألفته علامة مميزة لكل شخص يريد أن يعزز من أسلوبه الشخصي فيما يخص طريقة ملبسه بل في أسلوب حياته. كما أطلقت مجلة O the Oprah Magazine والتي تحولت لواحدة من أشهر المجلات رغم حداثتها. تجسد هذه الخطوات رؤية والتزام أوبرا وينفري بدعم الأصالة والنمو والتطور وتسليط الضوء على قضايا إنسانية ترى أنها يجب أن تكون محل تقدير.
- الشراكة مع شركة أبل
في السنوات الأخيرة قررت أن تخوض مجالا جديدا بمشاركة شركة أبل وذلك لتقديم محتوى مؤثر ومثير التفكير في حياة الناس وذلك من خلال منصة البث الخاصة بها. يؤصل هذا المسعى إلى العمل الدؤوب وطرقّ أي مجال يمكنها من خلاله التعبير عن أفكارها ومشاركة تجاربها.
خاتمة
قصة أوبرا وينفري قصة يجب أن تحتفي بها المدونة نظرا لأن التجربة يمكن بل من المؤكد أنها ستفيد قطاع عريض من الناس خصوصا الفتيات اللاواتي في مقتبل العمر ويعتقدن أن النجاح أمر ليس في الإمكان نظرا لتفشي الوساطة والمحسوبية. إن قصة أوبرا وينفري أخذت في الزيوع والانتشار ليس لأنها ولدت وفي فمها ملعقة ذهبية بل لأنها تغلبت على عقد مجتمعها وعملت وصبرت حتى أصبحت أيقونة في مجال الإعلام والتمثيل والصحافة.
تعليقات
إرسال تعليق