منذ فجر الإنسانية سعى الإنسان إلى النجاح والتملك ولقد سلك من أجل ذلك سبل عدة وغامر واجتهد وذاق الأمرين من أجل التميز وإعلان التفوق. وفي عصر التكنولوجيا والأعمال الرقمية ظهر مصطلح رائد الأعمال صاحب القميص الرمادي والشعر المشعث وسحب البساط من تحت أقدام رجل الأعمال التقليدي صاحب البدلة وربطة العنق الأنيقة. فهل ثمة فروق بينهما وما هي هذه الفروق؟
![]() |
الفرق بين رجل الأعمال ورائد الأعمال |
أوجه التشابه: أسس النجاح
وجه من أوجه التشابه بين رجل الأعمال ورائد الأعمال هو السعي للنجاح والتميز والربحية فكلاهما على استعداد لإنفاق المال علي مشروع من أجل في المستقبل يعود عليه بربح مستدام أعلى من رأس المال الذي وضعه فيه
الشغف: دافع النجاح
رجل الأعمال ورائد الأعمال كلاهما لديه رغبة في النجاح ومستعد للمخاطرة من أجل توسيع أعماله واستدامتها ويسلكان من أجل ذلك مسالك عدة لإرضاء الشغف منها البحث عن الفرص والاستثمار فيها والبحث عن ثغرات المنافسين والعمل عليها لتحويلها لنقاط قوة لصالحه. وبالطبع يحتاج الأمر لصبر وعزيمة وهما ما لا يتوفران عن الناس العاديين.
القيادة: فن التوجيه والإلهام
لا تختلف القيادة عند رجل الأعمال ورائد الأعمال فكلاهما يتحلى بروح القيادة ويستطيع توجيه موظفيه والسيطرة عليهم لتحقيق أهدافه
يلعب كل من رجل الأعمال ورائد الأعمال دور القائد في مشروعه. فهما مسؤولان عن توجيه وتنظيم عمل فريقهما وترغيبهم أو ترهيبهم لتحقيق أفضل النتائج. فالقائد الناجح هو من يُلهم فريقه ويُشجعه على بذل أقصى ما عنده.
أوجه الاختلاف: رحلتان متمايزتان
1. التركيز: الربح أم الابتكار؟
من أوجه الاختلاف الظاهرة عند كل من رجل الأعمال ورائد الأعمال أن الأول يبحث عن الربح ولكن من خلال فرص استثمارية آمنة مثل شراء شركات ناجحة، وأن تعود عليه بالربح في مدى زمني قصير. أما رائد الأعمال فهو في المقام الأول يبحث عن أفكار جديدة يؤسس عليه شركاته شرط أن تسد هذه الأفكار فجوة خدمية وتخلق قيمة مضافة عند الناس كما لا يهتم بالربح في المدى القصير طالما أن هناك ربح على المدى البعيد.
2. المخاطرة: نهجان مختلفان
مفهوم المخاطرة عند كل من رجل الأعمال ورائد الأعمال تختلف اختلاف بيّنًا، فبينما يسعى رجل الأعمال للمخاطرة المحسوبة مضطرا ويُفضل الابتعاد عنها في الأساس عبر ما يعرف بالاستثمار الآمن، يخوض رائد الأعمال غمار المخاطرة غير هيّابٍ؛ لأنه مقتنع بأن المخاطرة جزء لا يتجزأ من النجاح. وهل هناك مخاطرة أكثر من تسويق لفكرة جديدة عبر التطبيقات مثل طلبات أو مرسول أو خدمة التوصيل الذكي "كريم" دون أن تكون عنده أدنى معطيات أولية تفيد بأن فكرته ستنجح أم لا
3. الأهداف: طموحات تتحدى المستقبل
تختلف الأهداف والطموحات عند كل من رجل الأعمال ورائد الأعمال؛ فالأول يحدد أهدافا واضحة غير مبهمة وتؤتي ثمارها سريعا. أما رائد الأعمال فيحدد أهدافا أكثر شمولية حتى وإن كانت قطوفها ليست دانية على المدى القريب، المهم عنده أن تخلق أفكاره تغييرا في قواعد اللعبة أسواقا جديدة لم تكن موجودة من قبل.
4. المهارات: أدوات النجاح
يعتمد رجل الأعمال على مهارات إدارية قوية مثل التخطيط والتنظيم والهيكلة شديدة التعقيد من أجل إحكام السيطرة على مشاريعه وعلى الفريق الذي يعمل تحت يديه. أما رائد الأعمال قد يخلق أسواقا وخدمات جديدة وهو مرتديا بيجامته جالسا فوق فراشه لأن الأساس الذي يعتمد عليه هو حل المشكلات والتفكير خارج الصندوق والخلق والإبتكار. ولذلك يحتاج رائد الأعمال إلى فريق من المبدعين وليس مجموعة من الموظفين.
خاتمة: خطوات على طريق التميز
مما لا شك فيه أن نموذج رائد الأعمال هو النموذج المناسب لهذا العصر، عصر العمل عبر الإنترنت، والتحول الرقمي. رائد الأعمال يعتمد في عمله على تقديم إضافة لمجتمعه عبر إتاحة خدمة تفيد المجتمع تحل محل خدمة غير مناسبة. كما أن لديه روح ابتكارية ورؤية ثاقبة وشغف وليس مجرد ارتداء بدلة وربطة عنق أنيقة والجلوس خلف مكتب فاخر.
تعليقات
إرسال تعليق