اخترت في هذه المدونة قسما أتحدث فيه عن قصص الناجحين وكيف بدأوا من الصفر حتى وصلول للقمة؛ كي نستفيد جميعا من هؤلاء وتجاربهم ومحنهم التي اعترضت طريقهم وتغلبهم عليها حتى وصلوا لما هم عليه الآن. ومن ضمن هؤلاء الملياردير الأمريكي سون هوانج. فما هي قصة هذا الملياردير؟
![]() |
جين سون هوانج |
من هو سون هوانج؟
سون هوانج، والمعروف أيضا باسم جينسن هوانج، هو واحد من أشهر رواد الأعمال في العالم. وذلك لأنه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذ لشركة إنفيديا الشركة الرائدة في مجال معالجة الرسوميات GPUs.
نشأة صعبة:
منذ الصغر واجه هوانج تحديات تفوق عمره، إذ ولد في تايوان عام 1963، وواجه مع والداه عقبات مالية كبيرة دفعت الوالدين للهجرة للولايات المتحدة الأمريكية. وفي الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن الطريق مفروشا بالورود، بل كان على الوالدين أن يعملا في مهن متواضعة لتوفير احتياجاتهم واحتياجات ابنهما. أما هوانج فكان عليه أن يتأقلم مع بيئة مختلفة تماما عن البيئة التايوانية التي ولد فيها. لقد تعرض لضغوطات نفسية كبيرة في المدرسة لأن زملاءه فيها وأساتذته يتحدثون لغة مختلفة عن اللغة التي يتحدث بها. لقد اضطرته الظروف الصعبة للعمل وهو في الخامسة عشر كغاسل للصحون في أحد المطاعم.
التعليم والمسار المهني:
الظروف الصعبة لم تكن عائقا أبدا في أن يحصل الإنسان على تعليم جيد وراقي، فهوانج برغم ظروفه وظروف والديه إلا أنه أظهر نبوغا وشغفا بمجال التكنولوجيا. تفوق في دراسته وحصل على البكالوريوس في علم الهندسة الكهربائية من جامعة ولاية أوريغون عام 1984. ثم حصل بعدها بعامين على ماجستير الكمبيوتر من جامعة ستانفورد 1986.
البدء في عالم التكنولوجيا:
أيقن هوانج أن التعليم وحده لا يكفي إذ يلزم معه اكتساب الخبرات. بعد التخرج عمل هوانج في شركة AMD وهي شركة تعمل في مجال معالجة الرسوميات واكتسب خبرة لا بأس بها وبدأ يفكر في تأسيس شركته الخاصة.
تأسيس إنفيديا:
بدأ هوانج 1993 في تأسيس شركة إنفيديا مع اثنين من أصدقاءه: كورتيز بريم، وكريسي مالكويسكي. ركزت الشركة على تطوير الرسوميات ثلاثية الأبعاد وقد كانت تقنية جديدة في ذلك الوقت. بسبب حداثة التقنية كان لزاما على هوانج وفريقه أن يصلوا الليل بالنهار لكي يقضوا على العقبات التي واجهتهم في البداية.
النجاح والنمو:
بعد العمل المتواصل والجهد الذي لا ينقطع استطاع هوانج أن يضع الشركة على الطريق الصحيح لتصبح من أقوى الشركات في مجال وحدات معالجة الرسوميات. لقد ساعدت الشركة في تطوير وتحديث مجالات مثل:
- الذكاء الإصطناعي
- الواقع الإفتراضي
- الألعاب الإلكترونية
- الطباعة ثلاثية الأبعاد
الإنجازات:
- يعتبر سون هوانج هو العقل المدبر لشركة إنفيديا أكبر شركة في تطوير وحدات معالجة الرسوميات.
- ساهم في تطوير تقنيات رسومية جديدة مثل تقنية CUDA.
- ساعد في جعل ألعاب الكمبيوتر أكثر واقعية كما ساهم في نمو وتطوير الذكاء الإصطناعي والواقع الإفتراضي.
- تم إدراجه في قائمة "أقوى 100 شخص في العالم" من مجلة فوربس.
- بلغت ثروته 68 مليار دولار.
القيم والصفات الشخصية:
- سون هوانج شخصية لا تقبل بأقل من أن تكون رائدة في مجالها. ويعرف قدراته جيدا وما يطمح إليه ويعمل من أجله بعزيمة لا تلين.
- يُعرف عنه إيمانه بأن الابتكار هو ما يميز رائد الأعمال، وأن رائد الأعمال لا يجب أن يتوقف عند ما حققه.
- سون هوانج شخصية اجتماعية ومساهم في العديد من القضايا الإجتماعية والخيرية .
التحديات والعقبات:
لعل المقال قد مر سريعا على التحديات والعقبات التي واجهت سون هوانج وكيف أنه عالجها كما يعالج رسومياته بصبر واجتهاد. لم يكن الطريق مفروشا بالورود ولكن المهارة هي في اقتلاع الشوك وغرس الورد بدلا منه.
الدروس المستفادة من قصة هوانج:
قصة سون هوانج نتعلم منها الصبر والمثابرة والاجتهاد والعمل، كما نتعلم منها الإبتكار والتفكير؛ لأن العمل بدون عقل واعي لا يؤدي إلا إلى الملل، لكن العمل بوعي والإستثمار في الشغف حتما تؤدي إلي نتائج إيجابية.
مصادر:
- موقع إنفيديا: https://www.nvidia.com/en-us/
- مقالة عن سون هوانج على ويكيبيديا: https://www.wikipedia.org/
- مقالة عن سون هوانج على فوربس: https://www.forbes.com/
تعليقات
إرسال تعليق