ينظر الناس بفخر واعتزاز لأولئك الذين يعملون بلا ملل ليل نهار، ويعتبرونهم قدوة يجب أن يحتذي بهم الكسالى الذين ينامون ويستيقظون ثم ينامون مرة أخرى. وفي العقل الجمعي يعتبر العمل الشاق مفتاح النجاح والازدهار. بينما يرى آخرون أن العمل الشاق ليس ضمانة حقيقية للنجاح والثراء لأن ثمة عوامل أخرى قد تتدخل لتحويل مسار أولئك الذين يعملون بجهد ناحية الانحدار، هذه العوامل منها الحظ والتفرقة وغلبة أصحاب الفهلوة.
![]() |
هل العمل الشاق يضمن النجاح |
- العمل الشاق يحقق الثراء من أحد جوانبه
يمكن أن يجادل أصحاب وجهة نظر أن العمل الشاق يحقق الثراء اعتمادا على أن التفاني في العمل قد يلفت إليك المدراء الذين سيقربونك ويرقونك. إن الذين يعملون على أنفسهم عرضة لصقل الخبرات وتجميع كم من المهارات لا يتوفر إلا فيهم وبالتالي يقومون بالمهام ويحلون المشكلات على أفضل وجه. وهذا معناه أنهم على قدر عالي من الكفاءة تجعلهم يجنون أرباحا كبيرة ويتقلدون مناصب رفيعة.
النجاح من خلال العمل الشاق والصبر والإصرار يجعل منك قدوة للآخرين خصوصا المقربين مثل: أولادك وزملائك في العمل. كما يجعل منك شخصا كاريزما، ومحبوبا من الجميع. التقدم في النجاح سيدفعك إلي بذل مزيد من الجهد والوقت من أجل مزيد من الأرباح والترقيات. ستكون عاقبة هذا الكفاح المتواصل هو تحقيق ثروة لا بأس بها في نهاية المطاف.
كما يؤدي العمل الجاد إلى تطوير المهارات والخبرات وانفتاح على معرفة لا حدود لها وعلاقات مع شخصيات رفيعة المستوى تتبنى المجهود وتقدره. لذلك يجب على الإنسان أن يسعى دائما للتطور وتنمية المهارات حتى يصبح من الأصول القيمة في مكان عمله.
- قد يكون العمل الشاق ليس أفضل خيار للبعض
ومع ذلك لا يمكن الجزم بأن العمل الشاق وحده ضمانة للنجاح والاستقلال المالي وتنمية الثروات، ذلك لأن ثمة عوامل قد تتدخل لترجيح كفة الفشل والإخفاق مثل العوامل الاقتصادية والظروف الشخصية والحظ ومزاحمة الانتهازيين لأماكن يستحقها أصحاب الجهد المخلص.
على سبيل المثال قد يكد ويشقى الإنسان لتطوير عمله لكن اتجاهات السوق لا تساعده في الازدهار. كما أن هناك الكثير من الذين يشقون للحصول على فرصة للتعلم وتنمية المهارات لكن يواجهون بحواجز بيروقراطية وتنظيمية تمنعهم من ذلك. في هذه الحالات يصعب تحقيق النجاح والاستقلال المالي من خلال العمل الشاق وحده.
- دور الحظ والتمييز في النجاح بعيدا عن العمل الشاق
مما لا شك فيه أن الحظ والتمييز يلعبان أدوارا مهمة في تحديد مصير الأشخاص. على سبيل المثال: الذين ولدوا لعائلات ثرية فرصتهم أكبر في تحقيق الثراء عن أولئك الذين لا يملكون سوي الشقاء. والحظ أيضا، أنظر لتعاملات البورصة مثلا كيف رفعت اقواما ووضعت آخرين. وكيف للحظ أن يؤثر بشكل كبير في الوضع المالي للفرد. الشقاء لا يضمن لك أن تجد حقيبة مليئة بالدولارات بالصدفة
خاتمة
العمل الشاق قد يحقق لك الثروة من جانب، لكن لا يجب وأنت تشقى وتكافح أن تغفل العوامل الأخرى التي تلعب دورا في تحقيق النجاح والثراء. يلعب الحظ والتفرقة والوصوليون أدوارا في إذا ما كان كفاح الفرد سيكلل بالثروة والاستقرار المالي في نهاية المطاف أم لا. تراكم الثروة ليس له اتجاه محدد بل هي مجموعة من التعقيدات التي يجب أن تدرس معا حتى لا نعتمد على عامل واحد وننسى بقية العوامل ولا نعمل لها حسابا.
تعليقات
إرسال تعليق